يعد القلق من المشاعر الطبيعية التي يشعر بها الانسان في مختلف مراحل الحياة، ولكن حين يتحول هذا القلق الى حالة مستمرة ومفرطة تؤثر على النشاط اليومي للطفل فإنه يتحول الى اضطراب نفسي يعرف باسم اضطراب القلق العام.
يعاني عدد كبير من الاطفال من هذا الاضطراب دون ان يتم تشخيصهم في الوقت المناسب مما يؤثر على تطورهم النفسي والاجتماعي.
ما هو اضطراب القلق العام عند الاطفال؟
اضطراب القلق العام GAD عند الاطفال هو حالة نفسية تتسم بقلق مفرط ومزمن لا يتناسب مع المواقف التي يواجهها الطفل حيث يشعر الطفل بخوف دائم من اشياء قد لا تكون مهددة في الواقع، مثل الاداء الدراسي والصحة والكوارث الطبيعية أو حتى العلاقات الاجتماعية وغالبا ما يؤثر هذا القلق على جودة حياته اليومية بما في ذلك نومه ودراسته وتواصله مع الاخرين.
اسباب اضطراب القلق العام عند الاطفال

لا يوجد سبب واضح للاصابة باضطراب القلق العام لكن عدة عوامل تسهم في ظهوره مثل:
- عوامل وراثية اي وجود تاريخ عائلي مع القلق أو الاضطرابات النفسية.
- العوامل البيئية مثل التعرض لضغوط اسرية أو تجارب سلبية كالطلاق أو التنمر.
- التركيبة الكيميائية كعدم التوازن في النواقل العصبية مثل السيروتونين والنورادرينالين.
- نمط التربية مثل الافراط في الحماية أو النقد الزائد من قبل الوالدين.
- الاطفال ذوو الحساسية العالية أو يميلون للكمالية اكثر عرضة للاصابة.
اعراض تظهر على الاطفال المصابة باضطراب القلق
تظهر اعراض الاصابة باضطراب القلق العام عند الاطفال في عدة صور منها:
- قلق مستمر لا يمكن السيطرة عليه.
- صعوبة في التركيز.
- الشكوى المتكررة من الصداع أو الام في المعدة دون سبب عضوي.
- صعوبة في النوم أو البقاء نائما.
- تجنب انشطة أو اماكن تسبب القلق للطفل.
- نوبات بكاء متكررة.
- طلب الاطمئنان المستمر من الوالدين.
- الخوف من حدوث اشياء سيئة له أو لاحبائه.
طرق تشخيص اضطراب القلق لدى الطفل
يشخص اضطراب القلق العام عند الاطفال عادة من خلال:
- المقابلات مع الطبيب أو الاخصائي النفسي.
- الاستبيانات السلوكية لتقييم سلوك الطفل.
- التاريخ الطبي والنفسي لمعرفة مدى تكرار الاعراض وظهورها في المواقف المختلفة.
- يجب ان تستمر الاعراض لفترة لا تقل عن 6 اشهر حتى يشخص الطفل بالاضطراب.
مضاعفات اضطراب القلق العام على المدى البعيد
اذا لم يتم العلاج أو السيطرة على اضطراب القلق سيؤدي الى:
- تدني مستوى الطفل الدراسي.
- ضعف في العلاقات الاجتماعية.
- مشاكل في النوم واضطرابات الاكل.
- الميل للانسحاب الاجتماعي.
- تطور اضطرابات نفسية اخرى مثل الاكتئاب واضطرابات الهلع.
ادوية تستخدم لعلاج اضطراب القلق العام
الادوية ليست دائما الخيار الاول لكن قد يصفها الطبيب في حالات القلق الشديد ومنها:
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية مثل فلوكستين.
- ادوية مضادة للقلق مثل بوسبيرون.
تنبيه هام: لا تستخدم الادوية الا تحت اشراف طبي دقيق وتراقب اثارها الجانبية باستمرار.
طرق علاج اضطراب القلق العام عند الاطفال

العلاج النفسي هو الخيار الاول في اغلب الحالات ويتضمن:
- العلاج المعرفي السلوكي ليساعد الطفل في التعرف على افكاره القلقة واستبدالها بافكار واقعية.
- تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق لتقليل التوتر.
- العلاج الاسري ويشمل جلسات مع الاهل لتعليمهم كيفية دعم الطفل.
- المشاركة في مجموعات دعم مع اشخاص مصابين بنفس الاضطراب.
هل يمكن وقاية الاطفال من خطر الاصابة؟
لا يمكن الوقاية بشكل تام ولكن يمكن تقليل احتمال الاصابة من خلال:
- تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل.
- تعليم الطفل مهارات التعامل مع التوتر.
- تجنب نقل القلق من الوالدين للطفل.
- توفير بيئة آمنة ومستقرة في المنزل.
كيف يؤثر اضطراب القلق العام على الاطفال؟
يؤثر اضطراب القلق العام في حياة الطفل اليومية على:
- التحصيل الاكاديمي.
- قدرة الطفل على تكوين صداقات.
- نشاطاته الترفيهية.
- شعوره العام بالسعادة والراحة.
- قد يصبح الطفل اكثر عرضة للعزلة والانسحاب من الحياة الاجتماعية.
دور الوالدين في مساعدة طفلهمها المصاب
للاهل دور كبير في علاج ودعم الطفل من خلال:
- الاصغاء لمخاوف الطفل دون تهوين أو تهويل.
- عدم السخرية من قلقه أو مقارنته بالاخرين.
- تشجيعه على التعبير عن مشاعره.
- التعاون مع المختصين في العلاج.
- الالتزام بخطة العلاج ومراقبة التغيرات في السلوك.
- توفير بيئة داعمة ومستقرة.
ملخص المقالة
اضطراب القلق العام عند الاطفال ليس مجرد خوف عابر بل هو اضطراب يحتاج الى فهم ودعم حقيقي من خلال التعرف على اسبابه واعراضه وتوفير العلاج المناسب والدعم الاسري.
في بعض الحالات يستخدم العلاج بالادوية لكن العلاج السلوكي المعرفي يعد الاكثر فاعلية، يمكن الوقاية منه بتوفير بيئة آمنة وداعمة من خلال مساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره، ويلعب الوالدان دورا هاما في دعم الطفل وتشجيعه على تجاوز مخاوفه لعيش حياة طبيعية.