يعد الاستعداد للعام الدراسي الجديد خطوة أساسية لضمان تكيف الطفل النفسي و الاجتماعي خلال الدراسة و يساعد فى تأهيله لتحقيق أداء أكاديمي ناجح و متميز ، و لكن قد يشعر بعض الطلاب بالقلق أو الخوف فى بداية الدراسة و هو شعور إلى حد ما طبيعي و قد ينتاب الآباء و المعلمين كذلك.
لذلك من المهم تحديد أسباب قلق الطفل فى الدراسة و معرفه كيفية التعامل معها و تهيئة الطفل نفسياً لاستقبال العام الدراسي و من ثم استكماله و الحصول على أفضل النتائج.
ما هو القلق الدراسي

القلق الدراسي أو القلق المدرسي هو حالة نفسية تنتاب الطلاب حيث يشعر فيها الطالب بالتوتر أو القلق المفرط عند بداية العام الدراسي ، و قد تستمر حالات القلق خلال العام الدراسي فيظهر فى خوف الطالب من المشاركة فى الأنشطة المدرسية أو حضور المحاضرات اليومية.
اسباب قلق الطفل فى بداية الدراسة
أظهرت الدراسات تعدد أسباب قلق الطفل من الدراسة و تنوعها من أسباب اجتماعية و أسباب نفسية ، منها:
أولاً: الأسباب النفسية
- الخوف من الانفصال عن الوالدين أو عدم الشعور بالأمان فى البعد عنهما.
- التوتر من فكرة مواجهة بيئة جديدة.
- الخوف من عدم القدرة على النجاح أو الفشل فى العام الدراسي الجديد.
- انخفاض الثقة بالنفس .
ثانياً: الأسباب الإجتماعية
- الخوف من تكوين صداقات جديدة.
- تخوف الطالب من التعرض للتنمر.
- قد يعاني الطفل من الانطواء الاجتماعي.
- تعرض الطفل لضغوطات أسرية.
علامات تدل على قلق الطفل فى الدراسة

غالباً ما تظهر بعض العلامات أو أعراض القلق بوضوح على الطالب و من المهم ان ينتبه اليها الوالدين ، هذه العلامات مثل:
- رفض الذهاب إلى المدرسة و البكاء المتكرر.
- العزلة أو الانطواء و الابتعاد عن الأنشطة المدرسية.
- فقدان الثقة فى النفس و تكرار بعض العبارات مثل: " أنا خايف" أو "مش هعرف".
- التعلق الشديد بالوالدين.
- ألم فى المعدة و غثيان متكرر و فقدان الشهية.
- الارتباك و التعرق الزائد و فقدان التركيز.
- تراجع فى المستوى الأكاديمي و نسيان الأدوات و الواجبات المدرسية.
دور الاسرة فى استعداد الطفل للدراسة
تلعب الأسرة دوراً هاماً فى تهيئة الطفل نفسياً قبل بداية العام الدراسي ، و يظهر ذلك من خلال:
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال تشجيعه و تحفيزه على بداية عام دراسي جديد.
- تجهيز الأدوات المدرسية و تنظيمها مع الطفل.
- تنظيم الروتين اليومي قبل بدأ الدراسة بأيام قليلة حتى يعتاد الطفل على الاستيقاظ و النوم المبكر.
- التعاون مع الطفل لأداء واجباته المدرسية بسهوله.
- الاهتمام بمعرفة الأنشطة المدرسية اليومية و متابعة اليوم الدراسي مع الطفل.
نصائح للامهات فى أول يوم دراسي
يعتبر دور الأم هو الأكثر أهمية و تأثيراً على الحالة النفسية للطفل و استعدادها لبداية الدراسة هو بنفس مثابة استعداد الطفل للدراسة فهي الداعم الأول للطفل و ذلك من خلال:
- التحدث بإيجابية عن المدرسة قبل بداية الدراسة لتشويق الطفل و تخفيف توتره.
- الاستيقاظ المبكر لتجهيز لانش بوكس صحي يومياً للطفل يحتوي على أطعمة ملونة و فواكه تثير إعجابه و تمنحه الطاقة.
- تشجيع الطفل و إعادة بناء ثقته بنفسه.
- استقبال الطفل عند عودته من المدرسة بحفاوة و الاستماع ليومه الدراسي بهدوء و مدح نشاطاته الدراسية.
كيف تساهم المدرسة فى مواجهة قلق الطلاب؟
تساهم المدرسة فى تقيل قلق الطفل من الدراسة و الامتحانات من خلال:
- احترام الطالب و تقبل رأيه داخل الصف.
- وجود أخصائي نفسي و أخصائي اجتماعي لمتابعة حالات الطلاب و تقديم الدعم لهم.
- تنظيم أنشطة رياضية و فنية و أخرى اجتماعية لتفريغ طاقة الطلاب السلبية و تهدئة توترهم تجاه الدراسة و المذاكرة.
- عدم تكليف الطلاب بواجبات صعبة فى بداية اللدراسة حتى يتأقلم الطالب مع العام الدراسي الجديد و المناهج الجديدة.
- التواصل مع أسرة الطالب و العمل كفريق واحد لدعم الحالة النفسية للطالب.
أنشطة لتقليل قلق الطفل فى الدراسة
قد تساعد بعض الأنشطة فى تخفيف قلق الطفل من الدراسة ، هذه الأنشطة مثل:
- قراءة قصص إيجابية عن الدراسة و المدرسة.
- تشجيع الطفل على تكوين صداقات و الاشتراك مع الطلاب الأخرين فى الأنشطة المدرسية.
- تمثيل مسرحية المعلم و الطلاب فى المنزل بين الطالب و أفراد عائلته.
- ممارسة تمارين الصباح و الاسترخاء.
متى يحتاج الطفل إلى مختص نفسي؟
قد يحتاج الطفل للتوجه إلى مختص نفسي عندما يستمر قلق الطفل من الدراسة لفترة طويلة و يظهر تأثير القلق عليه بشكل واضح نفسياً و جسدياً و تكرار التهرب من الذهاب إلى المدرسة ، لذلك يفضل التوجه إلى أخصائي نفسي مباشرة.
كذلك قد يعاني الطفل من اضطرابات فى النوم أو تراوضه احلام مخيفة بشأن الدراسة مسببة له أرق و تراجع فى مستواه الدراسي ، وقد تظهر عليه سلوكيات العزلة التامة أو الانطواء الحاد و العدوانية فعندما تظهر هذه العلامات و تستمر لفترة خلال الدراسة يجب استشارة المختص النفسي لدعم الطفل و مساندته فى التخلص من القلق.
ملخص لكيفية التعامل مع قلق الطفل فى الدراسة
من الطبيعي أن يشعر بعض الأطفال بالقلق فى بداية الدراسة خاصة عند الانتقال من مدرسة إلى آخرى و الشعور بصعوبة تكوين صداقات جديدة أو الخوف من الانفصال عن الوالدين ، لذلك من دور الأسرة أن تعرف أسباب هذا القلق أو الخوف.
يلعب التعاون بين الأسرة والمدرسة دورًا رئيسياً في دعم صحة الطفل النفسية من خلال الأنشطة الترفيهية و تمارين الاسترخاء لتخفيف التوتر. مع وجود هذا الدعم المتكامل، يصبح الطفل أكثر استعدادًا نفسيًا وسلوكيًا للتأقلم مع المدرسة و تحقيق التفوق الدراسي.