رفض الطفل الذهاب الى الحضانة من أكثر المواقف الشائعة التي يواجهها الأهل في السنوات الأولى من عمره، وغالبا ما يسبب القلق والتوتر للوالدين ودخول الطفل إلى بيئة جديدة بعيدا عن المنزل يمثل تحديا كبيرا له، خصوصا مع وجود مشاعر القلق والانفصال عن الأهل.
أو عدم اعتياده على الروتين الجديد ،تختلف الأسباب من طفل لآخر، فقد تكون مرتبطة بعوامل نفسية، او بطريقة تعامل المربية، او بطبيعة البيئة داخل الحضانة ،وفهم هذه الأسباب يساعد الأهل على التعامل بشكل صحيح مع الموقف وتسهيل عملية اندماج الطفل داخل الحضانة.
تعريف مشكلة رفض الطفل للذهاب إلى الحضانة
رفض الذهاب إلى الحضانة هو سلوك طبيعي يظهر لدى الكثير من الأطفال، يتمثل في بكاء مستمر او مقاومة او اختلاق أعذار لعدم الذهاب ،ويعتبر هذا الرفض استجابة طبيعية للتغيرات المفاجئة في حياة الطفل.
مثل الانفصال عن الأم او مواجهة مكان جديد وأشخاص غير مألوفين ،ومع ذلك استمرار هذه المشكلة لفترة طويلة قد يشير الى وجود عوامل أعمق تحتاج الى اهتمام الأهل ومتابعة البيئة التربوية.
الأسباب النفسية وراء رفض الطفل الحضانة
الأسباب النفسية تعتبر من أبرز العوامل، مثل قلق الانفصال الذي يظهر عندما يشعر الطفل بخوف من البعد عن والديه كما أن بعض الأطفال لديهم شخصية خجولة او حساسة تجعلهم يجدون صعوبة في التكيف مع الغرباء وعدم شعور الطفل بالأمان داخل الحضانة قد يجعله يرفض الذهاب باستمرار.
الأسباب التربوية والسلوكية
قد تكون المشكلة مرتبطة بالأسلوب التربوي في المنزل فالأطفال المعتادون على الحماية الزائدة يجدون صعوبة في الاستقلال داخل الحضانة كذلك، إذا لم يتم إعداد الطفل تدريجيا للانتقال من المنزل الى الحضانة، قد يصاب بالصدمة من التغيير المفاجئ.
دور البيئة داخل الحضانة

البيئة نفسها لها تأثير كبير:
- ازدحام الفصول، قلة الاهتمام الفردي،
- عدم توافر أنشطة ممتعة قد تجعل الطفل ينفر.
- طريقة تعامل المربية او عدم تكوين صداقات يمكن أن يترك أثرا سلبيا ويجعل الطفل لا يحب الذهاب.
العوامل الاجتماعية والأسرية
الخلافات الأسرية او غياب الروتين الثابت في المنزل قد يزيد من توتر الطفل ،كما أن تقليد الطفل لرفض أحد إخوته للحضانة او سماعه لتعليقات سلبية من الأهل عن المدرسة قد يعزز هذا السلوك.
التأثيرات المترتبة على رفض الطفل الحضانة
استمرار رفض الطفل للحضانة قد يؤدي الى:
- تأخر في تكوين مهارات اجتماعية.
- ضعف التفاعل مع الأقران.
- تأخير في التطور التعليمي المبكر.
- يزيد من تعلق الطفل المفرط بالأهل ويصعب عليه التدرج نحو الاستقلالية.
دور الأهل في التغلب على المشكلة
الأهل لهم دور أساسي في مساعدة الطفل على تجاوز هذه المرحلة:
- التدرج في الانفصال.
- التحدث بإيجابية عن الحضانة.
- تعويد الطفل على روتين صباحي ثابت.
- التواصل مع المربية لمتابعة الطفل داخل الحضانة يمنح الأهل ثقة أكبر ويساعد على طمأنة الطفل.
استراتيجيات لجعل الطفل يحب الحضانة
- من أهم الطرق:
- اصطحاب الطفل لزيارة الحضانة قبل بدء الدراسة.
- تعريفه على المربية، وتركه لفترات قصيرة تتدرج تدريجيا.
- إشراك الطفل في اختيار حقيبته او أدواته المدرسية يجعله أكثر حماسا.
- كما أن مكافأته عند الذهاب للحضانة يعزز سلوكه الإيجابي.
ملخص لاسباب رفض الطفل الذهاب الى الحضانة
رفض الطفل الذهاب الى الحضانة ليس مشكلة خطيرة في أغلب الأحيان، بل هو مرحلة طبيعية في نموه النفسي والاجتماعي لكن تعامل الأهل الصحيح مع الأمر.
بالتعاون مع المربية، يساهم في تقليل التوتر ويساعد الطفل على التكيف تدريجيا والبيئة الإيجابية والداعمة داخل الحضانة تجعلها مكانا محببا للطفل، مما يسهل عليه الدخول الى المرحلة التعليمية التالية بثقة وراحة.