مؤخراً أصبح مرض اضطراب النوم القهري أحد الأمراض النفسية التي تجذب انتباه الكثير من الأطباء و الباحثين حيث يظهر على المريض حالة من النعاس المفرط فى النهار مع نوبات نوم غير متوقعة و العديد من الأعراض الأخرى التي تؤثر بشكل واضح على الأداء اليومي.
و لذلك أصبح من الضروري التعرف على أعراض اضطراب النوم القهري المبكرة لتشخيص المرض فى الوقت المناسب و تحديد أساليب العلاج المناسبة لحالة المريض.
ما هو اضطراب النوم القهري؟

اضطراب النوم القهري أو التغفيق هو أحد اضطرابات النوم المزمنة الناتجة عن اضطراب عصبي مزمن فى الدماغ و التي تؤثر على قدرة الدماغ فى تنظيم دورات النوم و اليقظة مما يسبب حدوث نوبات نعاس مفاجأة أو النوم المفرط خلال النهار بشكل غير إرادي.
اشكال اضطراب النوم القهري المختلفة
تختلف أنواع اضطراب النوم القهري من حيث آلية الحدوث و الأعراض إلى نوعين هما:
اضطراب النوم القهري من النوع الأول (Narcolepsy type1):
- فى هذه الحالة يكون المرض مصحوب بفقدان فى التحكم العضلي.
- يعاني المريض من نوبات ارتخاء و ضعف عضلات مفاجئة.
- غالباً ما يكون مرتبط بنقص مادة الهيبوكريتين فى الدماغ.
اضطراب النوم القهري من النوع الثاني (Narcolepsy type2):
- غير مصحوب بفقدان التحكم العضلي.
- فرط فى نوبات النعاس النهارية.
- يتميز بأعراض أقل حدة من النوع الأول.
- انتظام فى مستوى مادة الهيبوكريتين فى الدماغ.
اسباب الاصابة باضطراب النوم القهري
تعتبر اسباب الإصابة بمرض اضطراب النوم القهري غير واضحة و لكن تشير الأبحاث العلمية لوجود بعض العوامل التي تلعب دوراً فى الإصابة بالمرض ، منها:
- نقص فى مستوى مادة الهيبوكريتين المسئولة عن تنظيم دورات النوم و اليقظة.
- اضطرابات فى الدماغ أو وجود خلل فى منطقة الوطاء أو الهيبوثلامس (Hypothalamus).
- وجود خلل فى الجهاز المناعي يسبب مهاجمة الخلايا المناعية لمادة الهيبوكريتين.
- العوامل البيئية مثل العدوات الفيروسية.
- الاضطرابات النفسية و التغيرات الهرمونية.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض تزيد من احتمالية الإصابة به.
اعراض اضطراب النوم القهري
من أبرز أعراض اضطراب النوم القهري:
- الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار.
- فقدان مفاجئ لتوتر العضلات أو فقدان التحكم العضلي(Cataplexy).
- هجمات من النو م المفاجئ.
- اضطرابات فى النوم الليلي.
- شلل النوم المؤقت.
- هلوسات أثناء النوم.
- تغيرات فى حركة العين السريعة.
طرق تشخيص اضطراب النوم القهري المعتمدة
يعتمد التشخيص على مجموعة من الفحوصات المختبرية و السريرية الدقيقة ، مثل:
- تسجيل النوم الليلي لمراقبة أنماط النوم و حركة العين و موجات الدماغ.
- الفحص السريري لمراقبة الأعراض و مدتها و العوامل المسببة لها.
- فحص مستوى الهيبركريتين فى سائل النخاع الشوكي.
- اختبار زمن النوم المتعدد لمعرفة مدى سرعة دخول المريض فى النوم خلال النهار.
- تقييم حالة المريض النفسية و العصبية
طرق علاج اضطراب النوم القهري
حتى الآن لا يوجد علاج نهائي لاضطراب النوم القهري و لكن تشمل خطة العلاج السيطرة على الأعراض و تعديل نمط الحياة من خلال:
العلاج الدوائي:
- الأدوية المنشطة للجهاز العصبي.
- المنبهات العصبية لتقليل الشعور بالنعاس.
- أدوية أوكسيبات الصوديوم لتحسين جودة النوم الليلي.
- الأدوية المضادة للأكتئاب.
- مثبطات السيرتونين لتنظيم مستوى مادة الهيبركريتين و الحد من نوبات فقدان التحكم العضلي.
العلاج السلوكي:
- تنظيم أوقات النوم.
- مقاومة نوبات النوم النهاري.
- تجنب تناول الكافيين قبل النوم.
- تنظيم جدول للنوم يشمل قيلولات قصيرة من النوم المنتظم خلال النهار.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- اللجوء إلى الدعم النفسي فى حالة تطور الحالة.
مضاعفات اضطراب النوم القهري المحتملة

قد يتسبب عدم التشخيص المبكر لاضطراب النوم القهري الإصابة بعدة مضاعفات صحية و نفسية ، منها:
- ضعف التركيز و تراجع فى المستوى المهني و الدراسي.
- ضعف العضلات.
- زيادة خطر الإصابة بالحوادث نتيجة فقدان الانتباه المزمن.
- اضطرابات فى النوم مثل الأرق.
- الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب و العزلة الاجتماعية.
- فقدان الطاقة على متابعة الحياة.
اسئلة شائعة عن اضطراب النوم القهري
ما الفرق بين قلة النوم العادي و اضطراب النوم القهري؟
قلة النوم العادي ينتج بسبب الحرمان من النوم أو عدم الحصول على فترة كافية من النوم ، بينما اضطراب النوم القهري يحدث بسبب خلل فى الدماغ يؤدي إلى حدوث نوبات من النوم المفاجئ خلال النهار.
هل اضطراب النوم القهري يؤثر على الذاكرة و التركيز؟
نعم ، بسبب عدم انتظام دورات النوم و اليقظة و تكرار نوبات النعاس مما يسبب ضعف التركيز و اضطرابات فى الذاكرة على المدى القصير.
ملخص المقالة
اضطراب النوم القهري هو حالة عصبية مزمنة تؤثر على تنظيم دورات النوم و اليقظة و يتميز ينوبات من النوم المفاجئ أثناء النهار و فقدان مؤقت فى التحكم العضلي ، و على الرغم انه لا يشفى نهائياً ألا أن التشخيص المبكر له و الالتزام بالخطة العلاجية يساعد فى السيطرة على أعراضه.