يعاني كثير من الأشخاص من اضطراب البوليميا، أو ما يعرف بنوبات الأكل القهري، وهو أحد اضطرابات الأكل الشائعة التي تؤثر على الحالة الجسدية والنفسية معا ،تظهر المشكلة في صورة نوبات من تناول كميات كبيرة من الطعام.
يعقبها شعور بالذنب أو محاولة للتخلص من السعرات الزائدة بطرق غير صحية ،السيطرة على البوليميا تحتاج إلى وعي تدريجي وتغيير للسلوك الغذائي والعاطفي مع دعم نفسي مناسب.
ما هي البوليميا العصبية؟

البوليميا هي اضطراب نفسي يتميز بدورات متكررة من تناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير، يعقبها شعور بالذنب ومحاولات للتخلص من الطعام عبر التقيؤ أو الإفراط في التمارين أو الصيام ،يؤدي ذلك إلى اضطراب التوازن الغذائي وإجهاد أجهزة الجسم.
الأسباب النفسية والسلوكية للبوليميا
بعض الاسباب التي تؤدي الى الاصابة بالبوليميا:
- الخوف من زيادة الوزن وعدم الرضا عن المظهر الخارجي.
- القلق المزمن والاكتئاب أو التعرض للضغوط النفسية الحادة.
- التوقعات الاجتماعية المثالية حول شكل الجسم.
- وجود تاريخ من اضطرابات الطعام أو الصدمات النفسية في الطفولة.
العلامات والأعراض الشائعة للبوليميا
بعض الأعراض الشائعة التي تدل على الاصابة بالبوليميا:
- تناول كميات كبيرة من الطعام دون شعور بالسيطرة.
- التقيؤ المتعمد بعد الأكل أو استخدام الملينات.
- تقلبات شديدة في الوزن.
- الشعور الدائم بالذنب أو الخجل بعد تناول الطعام.
- مشاكل في الأسنان والحلق نتيجة التقيؤ المتكرر.
8 طرق لعلاج البوليميا
أولا: استشارة مختص في اضطرابات الأكل
الخطوة الأولى دائما هي طلب المساعدة من طبيب نفسي أو اختصاصي تغذية ،يساعد التشخيص المبكر على وضع خطة علاجية مناسبة تشمل تعديل السلوك الغذائي والعلاج النفسي السلوكي.
ثانيا: تنظيم مواعيد تناول الوجبات
الانتظام في تناول 3 وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين يوميا يقلل من الرغبة في الإفراط بالأكل، ويعيد توازن الجسم الداخلي بين الجوع والشبع.
ثالثا: تجنب الحميات القاسية والسريعة
الأنظمة القاسية تزيد الرغبة في الأكل القهري ،من الأفضل اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كل العناصر الغذائية دون حرمان.
رابعا: ممارسة التأمل وتمارين التنفس
- فهي تهدئ الذهن وتقلل التوتر وتساعد على الوعي بالعادات الغذائية وايضا تقلل من الأكل العاطفي الناتج عن القلق ،فالتأمل المنتظم يقلل القلق ويساعد على التحكم في الرغبة بالأكل الزائد.
خامسا: الانشغال بأنشطة ممتعة
الانشغال بالانشطة مثل القراءة، رسم، أو المشي في الطبيعة تساعد في تحفيز المخ لتقليل التركيز على الطعام وتساعد على تحسين المزاج بشكل طبيعي ،ملء وقت الفراغ بأنشطة ممتعة يحد من التفكير في الطعام.
سادسا: تدوين المشاعر والعادات اليومية
كتابة المشاعر قبل وبعد الأكل ،ملاحظة المواقف التي تحفز نوبات الأكل ،التعلم من الأنماط المتكررة ،فالوعي بالمحفزات خطوة أساسية للتحكم في السلوك الغذائي.
سابعا: الحصول على نوم كافي
النوم المنتظم يساعد في ضبط الهرمونات المسؤولة عن الشهية مثل اللبتين والغريلين، مما يقلل من نوبات الجوع الليلي ،فالنوم الجيد يضبط الشهية ويقلل نوبات الأكل القهري.
ثامنا: ممارسة الرياضة بانتظام
النشاط البدني يحسن الحالة المزاجية من خلال رفع هرمونات السعادة، ويقلل من التوتر والرغبة في الأكل العاطفي.باختصار: الرياضة توازن بين الصحة النفسية والجسدية.
دور الأهل في دعم المصاب
للأهل عامل أساسي في دعم المصاب اهمها:
- تجنب توجيه الانتقادات حول الوزن أو شكل الجسم.
- تقديم بيئة امنة ومتفهمة دون ضغط.
- تشجيع المصاب على طلب المساعدة من مختصين.
- المراقبة اللطيفة للعادات الغذائية دون تدخل قسري.
الأطعمة المفيدة أثناء التعافي
بعض الأطعمة التي تساعد على التعافي:
- الحبوب الكاملة والمكسرات لتثبيت مستويات الطاقة.
- الزبادي الغني بالبروبيوتيك لتحسين الهضم.
- الفواكه الطازجة والخضروات لإعادة توازن الفيتامينات والمعادن.
- الماء والعصائر الطبيعية لتعويض السوائل المفقودة.
التمارين الخفيفة ودورها في الشفاء
الرياضة المعتدلة مثل اليوجا والمشي تساعد في تنظيم الهرمونات وتحسين المزاج دون المبالغة في النشاط، وهو أمر ضروري للشفاء من اضطراب البوليميا.
طرق الوقاية من الانتكاس بعد التعافي

- تجنب المقارنة المستمرة بالآخرين.
- الحفاظ على نمط حياة متوازن من نوم وغذاء ونشاط.
- الاستمرار في العلاج النفسي بانتظام.
- طلب الدعم فور ظهور أي أعراض عودة.
الأسئلة الشائعة عن البوليميا
هل يمكن الشفاء التام من البوليميا؟
نعم، مع الالتزام بالعلاج النفسي والسلوكي يمكن السيطرة على الاضطراب بشكل كامل.
هل تزيد الأدوية من سرعة التعافي؟
قد تستخدم بعض مضادات الاكتئاب لتحسين المزاج، لكنها لا تغني عن العلاج النفسي.
هل يمكن علاج البوليميا في المنزل؟
في الحالات الخفيفة، يمكن البدء بخطوات الدعم الذاتي مع متابعة مختص بشكل دوري.
ملخص المقالة
السيطرة على البوليميا تحتاج إلى خطة متكاملة تشمل العلاج النفسي، تنظيم الغذاء، وتغيير نمط الحياة ،تمارين التأمل، الدعم الاجتماعي، والنوم الكافي من العوامل المهمة في التعافي.
باتباع الطرق العشر السابقة يمكن استعادة العلاقة الصحية مع الطعام وتقليل نوبات الأكل القهري تدريجيا ،أهم خطوة هي الصبر والالتزام المستمر حتى الوصول للاستقرار الكامل.