اضطراب ثنائي القطب الطفولي هو حالة نفسية معقدة تؤثر على المزاج والسلوك عند الاطفال بشكل كبير حيث يتنقل الطفل المصاب بين نوبات من النشاط المفرط والحماس، واخرى من الحزن الشديد والانطواء.
فهم هذا الاضطراب وتشخيصه في وقت مبكر يساعد في تحسين حالة الطفل وتوفير الدعم المناسب له ولعائلته.
ما هو ثنائي القطب الطفولي؟
يعد ثنائي القطب الطفولي حالة نفسية مزمنة تؤثر على الاطفال والمراهقين، وتتميز بتقلبات حادة في المزاج بين نوبات من الهوس اي فرط النشاط والانفعال ونوبات من الاكتئاب والانسحاب وقد تظهر الاعراض بشكل مختلف عند الاطفال مقارنة بالبالغين، مما يصعب التشخيص في بعض الاحيان.
اسباب ثنائي القطب الطفولي
الاسباب الدقيقة لاضطراب ثنائي القطب غير معروفة لكن يوجد عدة عوامل تسببه ومنها:
- الوراثة حيث ان في حالة وجود تاريخ عائلي تزيد احتمالية الاصابة.
- اختلالات كيميائية في الدماغ مثل تغيرات في مستويات الدوبامين والسيروتونين.
- الضغوط النفسية التي قد تصيب بعض الاطفال كفقدان احد والديه مثلا.
- اضطرابات النوم المزمنة تلعب دورا هاما في احتمالية الاصابة.
كيف يظهر اضطراب ثنائي القطب على الاطفال؟
توجد بعض الاعراض التي تدل على اصابة الطفل بثنائي القطب ومنها:
- اعراض الهوس مثل فرط في النشاط والطاقة.
- اندفاعية أو سلوك خطير للطفل.
- قلة الحاجة للنوم أو الافراط في النوم.
- سهولة التشتت.
- حزن وبكاء بدون سبب واضح.
- فقدان الاهتمام بالاشياء.
- الشعور بالذنب أو انعدام القيمة.
طرق تشخيص ثنائي القطب الطفولي
تشخيص اضطراب ثنائي القطب عند الاطفال يتطلب تقييم دقيق من مختص يتضمن:
- مقابلة للطفل وافراد الاسرة مع مختص
- مراجعة التاريخ العائلي للاضطرابات النفسية.
- مراقبة السلوك على مدى فترة زمنية.
- استبعاد الحالات الاخرى مثل اضطراب فرط الحركة أو الاكتئاب.
تأثيرات الاضطراب على المدى البعيد
اذا لم يتم العلاج أو المتابعة مع مختص قد تظهر بعض المضاعفات على الطفل ومنها:
- تدني اداء الطفل الاكاديمي.
- مشاكل في العلاقات الاجتماعية.
- سلوك عدواني أو خطير.
- الادمان على المواد المخدرة لاحقا.
- خطر الانتحار في حالات الاكتئاب الشديد.
ادوية لعلاج ثنائي القطب الطفولي
توجد عدة ادوية تستخدم لعلاج ثنائي القطب عند الاطفال ومنها:
- مثبات المزاج مثل الليثيوم.
- مضادات الذهان مثل اولانزابين أو ريسبيريدون.
- مضادات الاكتئاب.
تنبيه هام: يجب ان تستخدم الادوية فقط تحت اشراف طبيب نفسي مختص.
الاساليب العلاجية لدعم الطفل المصاب
تتوفر عدة اساليب لعلاج الطفل المصاب بثنائي القطب ومنها:
- العلاج الدوائي ويكون تحت اشراف طبيب نفسي مختص.
- العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الاسري.
- التدريب على المهارات الاجتماعية.
- تنظيم نمط الحياة عن طريق النوم المنتظم وتقليل التوتر.
هل يمكن الوقاية من ثنائي القطب الطفولي؟
لا توجد طرق مضمونة للوقاية الكاملة ولكن يوجد عدة طرق لتقليل خطر الاصابة ومنها:
- مراقبة مبكرة للسلوك في حالة وجود تاريخ عائلي للاصابة.
- توفر بيئة اسرية داعمة ومستقرة للطفل.
- ادارة التوتر لدى الطفل.
- طلب المساعدة النفسية مبكرا عند ظهور اعراض غير طبيعية.
كيف يؤثر ثنائي القطب على الطفل؟
يمكن ان يؤثر ثنائي القطب الطفولي بشكل كبير على:
- التحصيل الدراسي بسبب تشتت الانتباه أو الاكتئاب.
- العلاقات الاجتماعية بسبب السلوك العدواني أو الانسحابي.
- الثقة بالنفس بسبب الشعور بالاختلاف أو العجز.
- الحياة العائلية من خلال توتر دائم في المنزل.
دور الوالدين في دعم طفلهمها المصاب
للوالدين دور هام لدعم الطفل المصاب عن طريق:
- الوعي بطبيعة الاضطراب والتعلم عنه.
- الصبر والدعم العاطفي للطفل.
- الالتزام بالعلاج سواء الدوائي أو النفسي.
- التواصل المستمر مع المدرسة والمعالجين.
- عدم معاقبة الطفل على السلوك الناتج عن نوبة الهوس أو الاكتئاب بل احتواؤه وتوجيهه.
ملخص المقالة
اضطراب ثنائي القطب الطفولي هو تقلبات مزاجية حادة تحدث للطفل عبارة عن فرط في النشاط والطاقة أو فرط في الحزن والاكتئاب، تنجم هذه الحالة عن عوامل وراثية أو كيميائية في الدماغ بالاضافة الى تأثيرات نفسية.
تظهر الاعراض بشكل واضح في تغيرات المزاج والسلوك ويحتاج الطفل الى تقييم من متخصص لتشخيص الحالة، ويشمل العلاج الجانب الدوائي والنفسي بالطبع تحت اشراف الطبيب المختص، مع اهمية دور الاسرة في الدعم العاطفي للطفل.