أصبح التحرش بالأطفال من أهم المواضيع المتادولة خلال الفترة الماضي و على الرغم من أن التحرش بالأطفال ليس ظاهرة حديثة أصبح من أولويات المجتمع إيقاف هذا السلوك و توعية الطفل من التحرش و إدانة المعتدي.
تُظهر بعض الاحصائيات مؤخراً ارتفاع نسبة التحرش بالاطفال و المراهقين خاصة فى المدارس و ذلك لأن الأطفال يواجهون صعوبة كبيرة فى التفرقة بين المعاملة بلطف و التحرش و ذلك لعدم توعية الطفل بشكل كافي ضد التحرش منذ الصغر.
تعريف مصطلح البيدوفيليا

البيدوفيليا (Pedophilia) هى اضطراب التحرش بالأطفال أو العشق الجنسي بالأطفال الأقل عمراً من سن 13 سنة ، و هى رغبات و تخيلات متكررة للإثارة الجنسية و يتم استخدام الأطفال و المراهقين فى إشباع هذه الرغبات.
ينطبق مصطلح البيدوفيليا على سلوك التحرش بالأطفال ، الانجذاب جنسياً للأطفال ، زواج القاصرات ، و حالات اغتصاب الأطفال.
أهمية توعية الطفل من التحرش فى المدرسة
تكمن أهمية توعية الطفل من التحرش فى تعزيز شعور الطفل بالثقة فى النفس و الشعور بالأمان ، و يساعد فى تعريف الطفل على حقوقه و خصوصيته فى جسده لتعزيز قدراتهم على حماية أنفسهم من التحرش و التمييز بين اللطف و التحرش أو السلوك الغير آمن.
كما ان توعية الطفل تساعد فى تكوين شخصية قويه له و تساعدهم فى التعبير عن خوفهم و مشاعرهم بطريقة صحية.
بالتالي فهو يساعد فى بناء بيئة مدرسية مستقرة و آمنة للطلاب و تشجيع الطلاب على الإبلاغ عن حالات التحرش القائمة فى المدرسة مما يساهم بشكل أساسي فى إقبال الطلاب على حب المدرسة.
آثر التحرش على نفسية و سلوك الطفل

يعتبر التحرش من أخطر التجارب التي قد يمر بها الطفل حيث انه يترك آثار سلبية كبيرة على الطفل من عدة جوانب ، منها:
الآثار النفسية:
- القلق و الخوف الدائم خاصة من الأماكن التي ترتبط بالحادثة.
- اضطرابات فى النوم.
- فقدان الثقة بالنفس و عدم تقدير الذات.
- عدم الشعور بالآمان.
الآثار السلوكية:
- انعزال أو انطواء الطفل.
- تجنب التعامل مع الأشخاص الغريبة.
- تجنب الأنشطة المدرسية.
- زيادة السلوك العدواني و الانفعال الشديد.
دور الاسرة فى حماية الطفل من التحرش
تعتبر الأسرة هى خط الدفاع الأول للطفل و هى المسئولة عن تربية الطفل و تكوين شخصيته و تزويده بالوعي الكافي ضد أي إساءة أو استغلال و ذلك من خلال:
- التوعية المبكرة ضد التحرش و التحدث مع الطفل عن مواضع جسده و حدود اللمس المقبول و الغير مقبول بأسلوب يتناسب مع عمره.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال تشجيعه على التعبير عن رأيه و الأعتراض عند تعرضه لأي موقف يثير خوفه أو انزعاجه.
- خلق بيئة تواصل مع الطفل و منحه الثقة و الدفء العاطفي للتحدث مع الوالدين.
- التعاون مع المدرسة للتأكد من وجود سياسات لحماية الطفل داخل المدرسة ، و متابعة مشاركة الطفل فى الأنشطة المدرسية.
كيف تساهم المدرسة فى توعية الطفل من التحرش؟
بجانب دور الأسرة فى توعية الطفل من التحرش فالمدرسة لها دور أساسي أيضاً فهي تمثل البيئة الثانية التي يقضي فيها الطفل أغلب وقته ، يمكن للمدرسة مكافحة التحرش من خلال:
- تثقيف الأطفال و توعيتهم بحقوقهم و حقوق الرفض.
- تهيئة المعلمين و تدريبهم على التعامل باهتمام مع شكاوي الأطفال و سلوكهم فى الفصول.
- وجود أخصائي اجتماعي و أخصائي نفسي للحديث مع الأطفال بسرية و التعامل مع مشكلاتهم و تقديم حلول صحية لنفسية الطفل.
- وجود أنشطة تساعد الطفل فى التعبير عن نفسه و برامج للتوعية من التحرش.
أنشطة لتوعية الطفل من التحرش فى المدرسة
من المهم تنظيم أنشطة داخل المدرسة لتوعية الطفل من التحرش بأسلوب بسيط يستطع الطفل فهمه و التعامل معه ، هذه الأنشطة مثل:
- عمل مسرحيات توضح حادث التحرش بشكل مناسب لعمر الأطفال دور المجتمع فى التصدي للتحرش بالاطفال.
- وجود حصص دورية لتوعية للأطفال من التحرش يتم فيها عرض قصص حقيقية لحوداث تحرش بالأطفال.
- عمل أنشطة رسومات و تلوين بعناوين "قول لا" ، و "جسدي ملك لي".
- نشر ملصقات توعية على جدران المدرسة توضح حدود اللمس الآمن.
كيف تحمي طفلك ضد التحرش؟
من المهم معرفة الوالدين بكيفية حماية الطفل من خطر التحرش ، و ذلك من خلال:
- التوعية المبكرة للطفل ضد التحرش و معرفته بمواضع جسده ممنوعة اللمس.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه.
- معرفة الوالدين بالأشخاص المحيطين بالطفل و تحديد الأشخاص الموثوق فيهم.
- التواصل اليومي مع الطفل و معرفة تفاصيل اليوم الدراسي له.
- متابعة تغيرات سلوك الطفل و خاصة الانعزال.
- تقديم الدعم النفسي و احتواء الطفل فى حالة تعرضه لحادث تحرش مع اللجوء لأخصائي نفسي.
الخطوات الواجب اتباعها بعد تعرض الطفل للتحرش
من الضروري معرفة الخطوات المتبعة بعد تعرض الطفل لحادث التحرش ، منها:
- يجب ان تحافظ الأم على هدوءها أما الطفل حتى لا يشعر الطفل بالخوف.
- منح الطفل وقت كافي لشرح ما حدث بالكامل دون إلقاء أي لوم عليه.
- تقديم الدعم النفسي للطفل و عرضه على أخصائي نفسي.
- تسجيل الواقعة مما يرويه الطفل و تقديم بلاغ للجهات المسئولة أو المختصة مثل خط نجدة الطفل أو الشرطة.
- متابعة الحالة النفسية و الصحية للطفل و التأكد من عدم تعرضه لأي أذى جسدي.
- من المهم مشاركة تفاصيل الحادث مع وسائل الاعلام و وسائل التواصل الإجتماعي لتوعية المجتمع مع مراعاة إخفاء هوية الطفل لتجنب التأثير على نفسيته بالسلب.
أهمية جلسات العلاج النفسي للطفل بعد تعرضه لواقعة التحرش
تعتبر جلسات العلاج النفسي خطوة أساسية لتحسين الحالة النفسية للطفل بعد تعرضه للتحرش حيث تساهم فى تفريغ المشاعر السلبية للطفل و إعادة بناء ثقته بنفسه و بالآخرين و الحد من شعوره بالخوف أو الخذلان.
كما انها تساهم بشكل كبير فى تصحيح الأفكار الخاطئة التي يشعر بها الطفل تجاه نفسه مثل الشعور بالذنب أو الخطأ أو الخجل من الذات ، و تساعد هذه الجلسات أيضاً فى التوجيه الصحيح للأسرة فى هذه المرحلة.
ملخص توعية الطفل من التحرش
فى النهاية ، توعية الطفل ضد التحرش فى المدرسة هى مسئولية مشتركة يتحملها المجتمع و الأسرة و المدرسة كلما اهتم المجتمع بهذا الموضوع زاد وعيه و زاد معرفة الطفل بحقوقة.
أيضاً توعية الطفل من التحرش يساهم فى توفير بيئة آمنة للأطفال و نشأة سليمة لهم فى مجتمع واعي بخطورة التحرش بالأطفال ، و أن الاستثمار فى الصحة النفسية للأطفال و تعليمهم حماية ذاتهم هى القاعدة الأساسية لإنشاء جيل واعي سليم النفسية.